للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملل، قال: (. . . وهكذا أهل السنة والجماعة في الفرق) (١).

وقال أيضا: (. . . وكذلك في سائر " أبواب السنة" هم وسط؛ لأنهم متمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) (٢).

ومن مظاهر (٣) وسطيتهم ما يلي:

أ - وسط في باب الأسماء والصفات بين أهل التعطيل وأهل التمثيل، فلم ينفوا الأسماء والصفات ولم يشبهوا الله بالمخلوقات، بل قالوا: لله أسماء وصفات على ما يليق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٤).

ب - وسط في باب القدر بين القدرية الذين لا يؤمنون بقدرة الله الكاملة ومشيئته الشاملة، فالله تعالى غير خالق لأفعال العباد وإنما العباد هم المحدثون لأفعالهم (٥)، وبين الجبرية الذين يزعمون أن العبد


(١) الفتاوى ج٣ ص ٣٧٣.
(٢) الفتاوى ج٣ ص ٣٧٥.
(٣) الفتاوى ج٣ ص ٣٧٣ - ٣٧٥، بتصرف. وشرح الطحاوية ص ٥٢٨، ٥٨٧، ٥٨٨.
(٤) سورة الشورى الآية ١١
(٥) انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٣٢٣ والفرق بين الفرق ص ١٠٤.