للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس له مشيئة ولا قدرة ولا عمل، فلا فعل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأفعال إلى العباد مجازا (١)، فيؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ويؤمنون بأن العبد له قدرة ومشيئة وعمل، وأنه مختار فيما يفعله، لكن قدرة الخالق فوق قدرة المخلوق، ذلك أن الله هو الذي خلق العبد وخلق قدرته ومشيئته وعمله واختياره، فعمل العبد فعل له حقيقة ومفعول لله تعالى، فهو يضاف إلى العبد إضافة المسبب إلى السبب، ويضاف إلى الله إضافة المخلوق إلى الخالق (٢).

ج - وسط في الأسماء والأحكام والوعد والوعيد: بين الوعيدية (٣) والمرجئة.

أولا: في الأسماء والأحكام. والمراد بها أسماء الدين مثل - مسلم، مؤمن، كافر، فاسق - وأحكام أصحابه في الدنيا والآخرة (٤).

فالخوارج والمعتزلة قالوا: لا يسمى مؤمنا إلا من فعل كل مأمور وترك كل محظور؛ إذ الإيمان عندهم لا يتجزأ، فمتى ذهب بعضه بارتكاب شيء من المنهيات ذهب كله. ولهذا قالوا بسلب اسم الإيمان عن مرتكب الكبيرة، لكنهم اختلفوا: فالخوارج سموه


(١) انظر: الفرق بين الفرق ص ١٨٦، والملل والنحل ج١ ص١١٠، ١١١.
(٢) انظر: الفتاوى ج٣ ص٣٧٣، ٣٧٤، ج٨ ص١١٧، ١١٨، ٤٨٧، ٤٨٨.
(٣) الوعيدية: هم الخوارج والمعتزلة ومن قال بقولهم.
(٤) انظر: الفتاوى ج١٣ ص٣٨.