والمعتزلة قالوا: لا نسميه مؤمنا ولا كافرا، وإنما هو في منزلة بين المنزلتين، وحكمه في الدنيا حكم باقي المسلمين في "حرمة الدم والمال والعرض والتوارث ونحو ذلك. أما في الآخرة، فاتفق الخوارج والمعتزلة على أن من مات على كبيرة ولم يتب منها أنه مخلد في النار.
أما المرجئة فقالوا: مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان، وارتكاب الكبائر لا يؤثر فيه؛ إذ الأعمال عندهم لا تدخل في الإيمان. وفي الآخرة من أهل الجنة إذا مات موحدا؛ ولذا قالت المرجئة الخالصة:(لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة).
أما أهل السنة فتوسطوا؛ حيث قالوا: مرتكب الكبيرة مما دون الشرك مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته - فلا يعطى الاسم على الإطلاق ولا يسلبه على الإطلاق. وأما حكمه في الآخرة فهو تحت مشيئة الله؛ إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على قدر ذنبه ثم أخرجه من النار فلا يخلد فيها.
ثانيا: في الوعد والوعيد. والمراد بها نصوص الوعد والوعيد.
فالخوارج والمعتزلة غلوا في نصوص الوعيد؛ حيث قالوا: يجب