على الله عقلا أن يعذب العاصي كما يجب عليه أن يثيب المطيع، فمن مات على كبيرة ولم يتب منها فلا يجوز عندهم أن يغفر الله له.
والمرجئة غلوا في نصوص الوعد وأغفلوا نصوص الوعيد، فقالوا: كل ذنب سوى الشرك فهو مغفور؛ أخذا بنصوص الوعد مثل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(١)، ولذا قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
أما أهل السنة فتوسطوا؛ حيث جمعوا بين نصوص الوعد والوعيد بدون إفراط أو تفريط، فقالو في الوعيد: إذا لم يتب المذنب ولم تكن له حسنات تمحو سيئاته فإنه تحت مشيئة الله. وعليه فإنه يجوز أن يعفو الله عن المذنب فلا يدخله النار، ومن دخلها من أهل الكبائر مما دون الشرك فلا بد أن يخرج منها بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين.
وقالوا في الوعد: إن الله إذا وعد عباده بشيء كان وقوعه واجبا عليه بحكم وعده، لا بحكم الاستحقاق؛ فإن العبد لا يستحق بنفسه على الله شيئا.
وعليه فإن الله لا بد أن يثيب أهل طاعته، لكن لا يلزم منه