للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للشرع (١).

قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (٢) وقال صلى الله عليه وسلم لرجل قال له: أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: «اعقلها وتوكل (٣)»، فأمره ببذل السبب مع التوكل على الله.

ولم ينكروا على من سعى لكسب المال الحلال بالطرق المشروعه، سواء كان كثيرا أو قليلا، وجعله في يده، لا في قلبه، يستعين بالله ثم به، ويعين على نوائب الحق، بل يرون أنه ينبغي للإنسان أن يكفي نفسه ومن يعول، وأن لا يكون عالة على غيره؛ لأنهم يرون أن الزهد إنما هو زهد القلب، وهذا الزهد لا ينافي الكسب، سواء كان كثيرا أو قليلا، بخلاف غيرهم ممن انشغل بالدنيا، ولم يبال من أي طريق اكتسبها فهي شغله الشاغل وأساس علاقته بالقريب والبعيد.

أو عاش عالة على المجتمع ظنا منه أن الاشتغال بطلب الرزق الحلال ينافي الزهد كحال المتأكلين من الصوفية ونحوهم (٤).

كما أن أهل السنة جمعوا بين الخوف والرجاء والمحبة، فلم يغلوا


(١) انظر: الجواب الكافي ١٤، ١٥ وشرح الطحاوية ص٥٢٠.
(٢) سورة الأنفال الآية ٦٠
(٣) أخرجه الترمذي في صفة القيامة باب ٦١ وهو حديث حسن بشواهده، انظر: جامع الأصول حديث ٩٥٠٥ (المتن والحاشية).
(٤) انظر: تلبيس إبليس ص ١٧٨، ١٧٩.