للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بواحد منها على حسب الآخر، بخلاف من سواهم من المبتدعة.

فمثلا: الخوارج غلبوا جانب الخوف، حتى كفروا أصحاب الكبائر.

والمرجئة: غلبوا جانب الرجاء، حتى أقدموا على فعل الكبائر.

والصوفية: غلبوا جانب الحب، حتى تزندقوا وقالوا بالحلول والإتحاد.

قال بعض السلف: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد) (١).

كما جمع أهل السنة بين الرحمة والشدة؛ اقتداء بالسلف من الصحابة وغيرهم. قال تعالى في وصف الصحابة رضي الله عنهم: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (٢).

وجمع أهل السنة بين العقل والعاطفة على أكمل وجه، فلم يغلبوا جانب العقل كحال المتكلمين من المعتزلة وغيرهم حتى قدموه على النقل، ولم يغلبوا جانب العاطفة كالرافضة الذين قادتهم عاطفة الحب لآل البيت إلى أن عبدوهم.


(١) العبودية لابن تيمية ص ١٢٨.
(٢) سورة الفتح الآية ٢٩