والقواعد والضوابط ضبط جزئيات كثيرة متناثرة، وقد كان هذا الجانب متعلقا بـ (أحكام الرجوع في الهبة) وقد دعاني إلى هذا الاختيار أمور كثيرة أجمل أهمها فيما يأتي:
١ - أهمية هذا الموضوع من حيث وفرة مادته العلمية في بابه، ومن حيث دقة تفاصيله، وقلة طروقه في البحوث العلمية المتخصصة، ثم هو متعلق بعقد من أهم عقود التبرعات، يتمحض فيها قصد التبرع، ويصح أن يجعل بحثه كالمثال لبقية العقود التي تندرج تحت هذا النوع، مع الأخذ في الاعتبار خصائص كل عقد وما يتميز به.
٢ - أن المتأمل لنصوص الشريعة يجد أن من مقاصدها التكثير من باب الهبات والتبرعات؛ لما فيها من المصالح العامة والخاصة، ولما يترتب عليها من الثواب الأخروي (١)، وتجلية أحكام هذه العقود، ولا سيما حكم الرجوع فيها سبب من أسباب زيادتها، وإيجاد الوعي بآثار التراجع عنها.
٣ - أن الهبة بالمفهوم العام تتناول عقودا كثيرة؛ لأن عقد الهبة منه ما يقصد به التملك ويكون من قبيل العطايا التي تسخو بها أيدي أولي الفضل، وقد يراد بها الهبات العامة التي يراد منها التمليك
(١) انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية للشيخ محمد الطاهر بن عاشور / ١٨٩.