للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره العلماء- رحمهم الله- يقف الباحث على اختلاف في المسألة، يمكن تصنيفه إلى الأقوال الآتية:

القول الأول: أن القبول لا بد منه في عقد الهبة، لكنه ينعقد باللفظ وبالمعاطاة مع القرينة، وبكل ما تعارف الناس عليه، وهذا حكم الإيجاب أيضا، وقال بهذا الحنابلة في المشهور من المذهب، وهو قول للشافعية في الهدية دون عقد الهبة (١).

القول الثاني: أن القبول ركن كالإيجاب، ولا بد أن يكون لفظا، وهذا رأي الجمهور، فهو المشهور من مذهب الحنفية (٢)، ومذهب المالكية (٣)، والشافعية في الهبة دون الهدية (٤).

القول الثالث: أن القبول ليس ركنا ولا شرطا استحسانا، وإنما الركن الإيجاب من الواهب، ولكن لا يتم الملك إلا بالقبول،


(١) انظر: العزيز شرح الوجيز ٦/ ٣٠٧، وروضة الطالبين ٥/ ٣٦٥، ٣٦٦.
(٢) انظر: تكملة فتح القدير ٩/ ١٩ - ٢٠، وتبيين الحقائق ٥/ ٩١، وحاشية ابن عابدين ٨/ ٤٥١.
(٣) انظر: المعونة للقاضي عبد الوهاب ٣/ ١٦٠٧، وعقد الجواهر الثمينة ٣/ ٥٩، ومواهب الجليل ٦/ ٥٣.
(٤) انظر: البيان ٨/ ١١٢، والحاوي ٩/ ٤٠٠، والتهذيب للبغوي ٤/ ٥٢٧.