للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل الله أحب إلي من الموت بين شعبتي رحلي أبتغي من فضل الله ضاربا في الأرض. . .) (١).

- وعن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده (٢)».

قال ابن حجر: (والحكمة في تخصيص داود بالذكر، أن اقتصاره في أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة؛ لأنه كان خليفة في الأرض كما قال الله تعالى، وإنما ابتغى الأكل من طريق الأفضل؛ ولهذا أورد النبي صلى الله عليه وسلم قصته في مقام الاحتجاج بها على ما قدمه؛ من أن خير الكسب عمل اليد) (٣).

وقال قتادة رضي الله عنه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "كان القوم يتبايعون ويتجرون، ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله" (٤).

كما أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فلما


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٩/ ٥٥، ٥٦).
(٢) صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده (٤/ ٣٠٣) برقم (٢٠٧٢).
(٣) فتح الباري (٤/ ٢٠٦).
(٤) صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب التجارة في البز وغيره (٤/ ٢٩٧).