للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها، فأنزل الله: (ليس عليكم جناح في مواسم الحج) قرأ ابن عباس كذا.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه» أخرجه الإمام أحمد وله عنده شواهد من حديثها، وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه (١).

وقيل لأحمد بن حنبل: ما تقول في رجل جلس في بيته أو مسجده وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؛ فقال أحمد: (هذا رجل جهل العلم؛ أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي (٢)» وقال حين ذكر الطير: «تغدو خماصا وتروح بطانا (٣)» وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخلهم والقدوة بهم) (٤).

لذا فما ورد في ذم المال ليس منصرفا إلى ذاته، بل إلى معنى من قبل الآدمي من شدة حرصه عليه، أو تناوله من غير حله، أو


(١) مسند الإمام أحمد (٤٠/ ٣٤) برقم (٢٤٠٣٢) و (٤٢/ ١٧٦) برقم (٢٥٢٩٦) و (١١/ ٢٦٠) برقم (٦٦٧٨).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٠).
(٣) سنن الترمذي الزهد (٢٣٤٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٤)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٠).
(٤) مختصر منهاج القاصدين لأحمد بن محمد بن قدامة ص (٩٠).