للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذاك " للأعصاب ". وآخر " للعظام ". بل لقد أصبح للعالم بعد إطلاق " سفن الفضاء ". . طب متخصص لرواد الفضاء. .؟

هكذا اقتضت طبيعة العصر. .!

وأصبح " للتقدم أحكام وشروط لا بد من استيفائها. وكان خلف هذا التقدم تخصص قدم أبحاثا، وأبحاث تراكمت بنظام حقق وثبات شاهقة في مختلف المجالات.

فإذا سألوك عن معجزة خلف هذه الوثبات فقل ليس في الأمر أسرار ومعجزات ولكنه النظام. . . والتخصص والأبحاث. .!

جعلت عبور مئات الآلاف من الكيلومترات في زمن يسير أمرا ممكنا. .

* * *

ولقد عجب بعض الناس للتطور الهائل الذي طرأ على العلم ولكن الراسخين في العلم كانوا يتجهون بعقولهم إلى " القاعدة " التي طورت هذا العلم فأوسعوا هذه القاعدة بحثا وتأملا. . ولقد علموا أن هذه القاعدة قد احتوت: علماء وأبحاثا وزمنا وتفرغا وجهدا متفانيا ومالا. . وقبل ذلك كله إيمان قد انعقد على اكتشاف كون سخره الله للإنسان.

ولقد عرفنا نحن التخصص منذ فتحنا الكتاب الكريم وسمعنا موسى -عليه السلام- يدعو الله سبحانه فيقول: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} (١) ويستجيب له سبحانه فيقول: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (٢)

* * *

ونحن قد عرفنا قيمة " الكلمة ".

وعرفنا قيمة " الإقناع " بها. .!

عرفناه. . ثم كان من بعد المعرفة وعي باستخدامها.

وافتح المصحف الذي بين يديك. ورتل ما شاء الله لك أن ترتل من آياته ثم تعال إلى هذه الآيات الكريمة من سورة طه تدرك ذلك معنا أكثر وأكثر. .

فها هي المعجزات تتوالى يؤيد بها الله سبحانه موسى -عليه السلام-.

{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى} (٣)! "


(١) سورة القصص الآية ٣٤
(٢) سورة القصص الآية ٣٥
(٣) سورة طه الآية ١٩