للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المواطن التي فيها مزلة.

يقول المناوي: (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، أي الدوام على الدين والاستقامة؛ بدليل خبره صلى الله عليه وسلم، كان كثيرا ما يقول: «يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك (١)» أراد الثبات عند الاحتضار أو السؤال. بدليل خبر أنه كان إذا دفن الميت قال: «سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل (٢)» (٣).

فمواطن الثبات في الدنيا هي:

الثبات على الدين:

لم يخلق الله - عز وجل - الثقلين إلا لعبادته - سبحانه وتعالى - قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤).

فالثبات على الدين أعظم ثبات فمن ثبت عليه ثبت على ما سواه، فقوله تعالى: {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} (٥) معناه ثبتنا على دينك فإن الثابت على دينه ثابت في حربه) (٦).

لذلك شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة (٧)، فالدعاء


(١) سنن الترمذي القدر (٢١٤٠)، سنن ابن ماجه الدعاء (٣٨٣٤).
(٢) أخرجه أبو داود: ٣/ ٢١٥، والحاكم ١/ ٥٢٦، وقال: " صحيح على شرط الإسناد ولم يخرجاه ".
(٣) فيض القدير / المناوي: ٢/ ١٣٠.
(٤) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٥) سورة البقرة الآية ٢٥٠
(٦) زاد المسير / ابن الجوزي: ١/ ٤٧٣، وتفسير القرطبي: ١٦/ ٢٣٢.
(٧) انظر فتح الباري / ابن حجر: ١١/ ٤٩١.