للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالمقصود في هذه الآية هو التثبيت على الحق، فلا يميل عنه ولا يحيد (١).

٤ - الثبات عند القتال قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} (٢).

الثبات في المعركة أمر مطلوب؛ لأنها موطن الفرار والتراجع والتخاذل، لهول ما يرى فيها ويسمع، ولغريزة حب الحياة، لذلك أمر بالثبات في المعركة عند قتال الكفار (٣) فقال: فلا تنهزموا عنهم ولا تولوهم الأدبار هاربين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة منكم، {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} (٤) يقول: وادعوا الله بالنصر عليهم والظفر بهم وأشعروا قلوبكم وألسنتكم ذكره {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٥) يقول: كيما تنجحوا فتظفروا بعدوكم ويرزقكم الله النصر والظفر) (٦).

(لعلكم تفلحون: أي كونوا على رجاء الفلاح) (٧).

فهذا (تعليم من الله لعباده المؤمنين آداب اللقاء وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء) (٨)؛ ولأنه موطن يعز فيه الثبات، فلا


(١) انظر تفسير البغوي: ٣/ ١٢٧، وتفسير القرطبي: ١٠/ ٣٠٠.
(٢) سورة الأنفال الآية ٤٥
(٣) انظر تفسير القرطبي ٨/ ٢٣، وتفسير أبي السعود: ٤/ ٢٥.
(٤) سورة الأنفال الآية ٤٥
(٥) سورة الأنفال الآية ٤٥
(٦) تفسير الطبري: ١٠/ ١٤.
(٧) تفسير البغوي: ٢/ ٢٥٣.
(٨) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣١٧.