للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملجأ ولا منجا إلا إليه؛ لذلك يطلب من القوي - سبحانه - تثبيت عباده الضعفاء الذين اشتدت حاجتهم إليه من عباده الراجين تثبيته ونصره.

فهم في موطن الشدة والمعركة وتلاحم الصفوف يطلبون تثبيت الأقدام في القتال (١) {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (٢)، لكن وقت اندفاع البلاء قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، وإذا لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله واصبروا وإن جلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت (٣)».

فنهى عن تمني لقاء العدو؛ لأن العبد قد لا يصبر في ذلك الموطن.

٥ - الثبات في الكلام والقول:

إن بعض الحديث ليأخذ بمجامع القلوب سواء وقت الدعوة إلى سبيل الله - عز وجل - أو دفع ظلم أو أخذ حق، فهذه مواضع شائكة لا يستطيع التخلص منها والنجاح فيها إلا من ألهمه الله


(١) انظر: زاد المسير، ابن الجوزي: ١/ ٤٧٢.
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٠
(٣) أخرجه الدارمي: ٢/ ٢٨٥، والبيهقي في الكبرى ٩/ ١٥٣، وابن أبي شيبة في مصنفه: ٦/ ٥١٣، وأخرجه البخاري بلفظ: "يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا ": ٣/ ١٠٨٢.