للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدل كله صلاح وخير وهداية، العدل به أرسل الله الرسل، وبه أنزل الكتب، وبه شرع الشرائع للحفاظ على كيان البشرية، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (١) أمة الإسلام، بالعدل تحقن الدماء، وبالعدل تصان الأعراض، وبالعدل تحفظ الأموال، وبالعدل تطمئن النفوس ولو كان الحكم عليها. العدل ينشده الشرفاء والضعفاء، ويعرف سنة العقلاء، إنه خير ونعمة، وبه صلاح البشرية وقيامها. إنه عدل بين العبد وبين نفسه في طاعته لربه وقيامه بما أوجب الله عليه. عدل في أبنائه بالعدل بينهم، " واتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم ". عدل بين الزوجات، {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} (٢) عدل في الأقوال والأفعال، قال الله جل وعلاه: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (٣).


(١) سورة الحديد الآية ٢٥
(٢) سورة النساء الآية ٣
(٣) سورة المائدة الآية ٨