أيها الناس: لقد عاش غير المسلمين مع المسلمين دهورا عديدة، ما اشتكوا هضما، ولا خشوا ظلما، وإنما عاشوا تحت كيان الأمة المسلمة، رضوا بعدل الإسلام، وقرت به عيونهم، لم تكن الأمة تفرض دينها بالقوة على البشرية؛ لأن ذلك ينافي تعاليم الإسلام، ولكن الناس لما رأوا حملة هذا الدين رجالا صادقين مع ربهم، صادقين مع أنفسهم، صادقين مع غيرهم، رأوا رجالا تسبق الأعمال الأقوال، رأوا رجالا على الحق في سرهم وعلانيتهم، رأوا العدل في الإسلام بصورته المضيئة، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، دخلوا في دين الله طائعين منقادين راضين، فانتشر الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجا على أيدي أولئك الرعيل الأول الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وتحقيقا لقوله جل وعلا:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(١).
إني أناشد صناع القرار في العالم أن يعوا ويعلموا أن الظلم حرمه الله على نفسه، وجعله محرما بين عباده. فيا من سلطوا على الأمة الإسلامية بمعاصيهم، ويا من ابتليت بهم الأمة، اعلموا أن الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة، عاقبة الظلم ضرر على البلاد والعباد والأموال، وقد قال الله في الحديث القدسي: «يا عبادي، إني