أيها الحاج المسلم، اتق الله في حجك، وراقب سنة نبيك، قفوا بعرفة إلى غروب الشمس، فإنها الموقف العظيم لكم، والنبي يقول: «الحج عرفة (١)». فقفوا بهذا المشعر، صلوا به الظهر والعصر جمعا وقصرا، أفيضوا إلى مزدلفة، وصلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا.
ارموا جمرة العقبة من بعد منتصف ليلة النحر إلى صباح اليوم الحادي عشر، أي: أن جمرة العقبة زمنها ثلاثون ساعة، من رمي في آخر الليل أو الضحى أو العصر أو بعد المغرب أو بعد العشاء أو قبيل الفجر فقد أدى النسك إن شاء الله. ارموا الجمار في أيام التشريق، واعلموا أن كل الليل محل لرمي الجمار إلى طلوع الفجر، كل هذا من التيسير.
أيها الحاج الكريم، جنب النساء العاجزات عن الرمي في وقت الذروة، واختر وقتا مناسبا، والعاجز من الرجال ينيب غيره، فارموا الجمرة عن العاجزين من الرجال والنساء، لا تعرضوهم للزحام الشديد، إما أن تختاروا وقتا مناسبا، أو جنبوهم وقت الذروة والزحام، فذاك من تيسير الله عز وجل.
أيها الحجاج، اتقوا الله في حجكم، وتعاونوا على البر والتقوى. أوجه خطاب لحملات الحجيج والمسئولين عن حملات الحج عموما أن يتقوا الله ويتعاونوا مع السلطة قي سبيل تفويج الحجاج، وفي سبيل الراحة، وفي سبيل الانتظام، فراعوا الأنظمة واحترموها،
(١) سنن الترمذي الحج (٨٨٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٣٠١٦)، سنن أبي داود المناسك (١٩٤٩)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠١٥)، مسند أحمد (٤/ ٣١٠)، سنن الدارمي المناسك (١٨٨٧).