للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مما يدل على مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي؛ ذلك أن العقيدة واحدة لا تتغير من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم (١).

٣ - قوله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٢).

وجه الدلالة: يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه بأن المخلفين من الأعراب سيعتذرون بأموالهم وأهليهم، ويطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستغفار لهم وهو توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، وهذا الطلب - وإن كان مصانعة وتقية - فإنه يدل على مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي من وجهين:

الأول: أنهم طلبوه ولولا علمهم بمشروعيته لما طلبوه.

الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك، ولو كان غير مشروع لاعترض على طلبهم (٣) وبذلك دلت الآية على مشروعية هذا النوع من التوسل والله أعلم.


(١) انظر تفسير النسفي ج ٢ ص ١٢٩، وروح المعاني ج ١٣ ص ٥٥، ٥٦ وتفسير ابن سعدي ج ٤ ص ٩٩.
(٢) سورة الفتح الآية ١١
(٣) انظر: تفسير ابن سعدي ج ٧ ص ١٧٧ والتوصل ص ١٤٧. .