للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه الدلالة: الحديث يدل على مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي من وجوه:

أحدها: أن الأعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم شاكيا ما هو فيه من ضر، وسأله أن يدعو له ولولا علمه مشروعيته لما أتى وسأل.

الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خيره بين الصبر وبين الدعاء ثم أقره حيث أصر على الدعاء، ولو لم يكن مشروعا لما خيره ثم أقره.

الثالث: دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له، ويفهم من أمور منها:

١ - قوله صلى الله عليه وسلم: «إن شئت دعوت لك وأن شئت صبرت (١)»، ثم قول الأعمى- فادعه.

٢ - تعليمه دعاء يدعو به يكون بجانب دعاءه صلى الله عليه وسلم وما تضمنه من قوله. . . «اللهم فشفعه في (٢)» وهذا لا يكون إلا إذا كان صلى الله عليه وسلم داعيا له.

من كل ما ذكرنا يتضح أن الحديث يدل دلالة صريحة على مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي، أما ما ورد في الحديث من قوله (بنبيك) فالمراد منه بدعاء نبيك بدليل قوله:


(١) سنن الترمذي الدعوات (٣٥٧٨)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٨٥).
(٢) سنن الترمذي الدعوات (٣٥٧٨)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٨٥).