للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: فيه انتقاص لله سبحانه وتعالى وتنزيل له إلى منزلة المخلوق الذي يحابي في فضله وحكمه فيعطي من له وسيط أكثر مما يعطي غيره أو يحرم من ليس له وسيط لجهله بحاله وبعده عن سماع مقاله (١) والله سبحانه وتعالى يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (٢)

الرابع: أن في هذا النوع من التوسل دعاء ميت- وذلك عند التوسل بدعاء الميت- وقد ورد النهي عنه والوعيد عليه إذ هو شرك أو ذريعة إلى الشرك (٣) كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (٤) {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (٥) فبين سبحانه أن دعاء من لا يسمع ولا يستجيب شرك يكفر به المدعو يوم القيامة - أي: ينكره-.

ويعادي من فعله كما قال تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (٦) فكل ميت أو غائب لا


(١) الأجوبة المفيدة ص ١٤٥.
(٢) سورة البقرة الآية ١٨٦
(٣) قاعدة جليلة ص ٣٣، ٣٤.
(٤) سورة فاطر الآية ١٣
(٥) سورة فاطر الآية ١٤
(٦) سورة الأحقاف الآية ٦