وقال الشنقيطي في تفسير هذه الآية:(وقد قدمنا في سورة المائدة أن المراد بالوسيلة في هذه الآية الكريمة وفي آية المائدة هو التقرب إلى الله بالعمل الصالح). (١)
وعليه فإنها لا تشمل شيئا من التوسل الممنوع، إذ لم يأمر به الله يؤكد ذلك أنه لم يعمل به الصحابة ومن أتى بعدهم من القرون المفضلة الذين هم أعلم هذه الأمة بكتاب الله، ولو كان في هذه أو غير دلالة عليه لعملوا، به أيضل عنه الصحابة ويهتدي إليه هؤلاء المتأخرون؟
إضافة إلى ما ذكرت فإن طائفة من المشركين كانوا يدعون الملائكة والأنبياء، وقيل يدعون الجن فأنزل الله هاتين الآيتين إنكارا عليهم ذلك، لذا فهما تتضمنان النهي عن دعاء غير الله. والآية الأولى كما قال شيخ الإسلام قصد بها بالتعميم لكل ما يدعى من دون الله، فكل من دعى ميتا أو غائبا من الأنبياء أو الصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته هذه الآية