الخصم، ذلك أن النزاع إنما هو في نداء يتضمن الدعاء والطلب مثل أن يقال: يا رسول الله اشفني أو يا رسول الله استغفر لي، فالأول: شرك، والثاني: بدعة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ووسيلة إلى الشرك وليس في المرثية دعاء شيء ولا طلبه، وعليه فلا دلالة في هذا في على ما زعموه.
خامسا: إضافة إلى ما ذكرنا كله فإنه لا يصح الاستدلال في أمور العقيدة بمثل كلمة في جملة ينطق بها صحابي أو صحابية لا سيما في الشعر الذي اعتاد أهله المبالغة في المدح والتلهف، فالله لم يتعبد الأمة بغير قوله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم. (١).
الرابع: حكاية الإمام مالك مع المنصور في التوسل.
يقول أحمد دحلان: (وإلى هذا التوسل أشار الإمام مالك للخليفة المنصور، وذلك أنه لما حج المنصور وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم سأل الإمام مالكا وهو بالمسجد النبوي فقال لمالك: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟
فقال له الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله