للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذا قال شيخ الإسلام في معرض رده على هذه الشبهة: (فدل ذلك على أن ما في الحكاية المنقطعة من قوله: (استقبله واستشفع به) كذب على مالك مخالف لأقواله وأقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم التي يفعلها مالك وأصحابه ونقلها سائر العلماء) (١).

رابعا: كذلك مما يؤكد عدم صحتها أن ما نسب إلى مالك منها لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا سنه لأمته ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين لا مالك ولا غيره فكيف يجوز أن ينسب إلى مالك مثل هذا الكلام الذي لا يقوله إلا جاهل مع علو قدر مالك وتمام رغبته في اتباع السنة (٢).

فتبين بما ذكرنا أنها غير صحيحة ولو كانت صحيحة مخالفة للكتاب أو السنة لم يلتفت إليها فكيف وهي مكذوبة.

الخامس: حكاية توسل الشافعي بأبي حنيفة وبأهل البيت، يقول أحمد دحلان: (وقال ابن حجر في كتابه المسمى: (بالخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان) في الفصل الخامس والعشرين أن الإمام الشافعي أيام هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة) (٣)،


(١) قاعدة جليلة ص ٧٠.
(٢) قاعدة جليلة ص ٧٤، ٧٥. (بتصرف).
(٣) الدرر السنية ص ٢٧، ٢٨، كما أوردها عبد الله الحسيني مستدلا بها في كتابه إتحاف الأذكياء ص ٤١.