للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا: وذكر العلامة ابن حجر في كتابه المسمى: (بالصواعق المحرقة لإخوان الضلال والزندقة): أن الإمام الشافعي رحمه الله توسل بأهل البيت النبوي حيث قال:

آل البيت ذريعتي ... وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أعطى غدا ... بيدي اليمين صحيفتي (١)

الجواب: يقال لهم:

أولا: لا بد من رفع الحكايتين إلى أصحابها بسند يعتمد عليه، وإلا فهي مجرد دعوى لا قيمة لها (٢). لا سيما إذا كان المتهم من أشد العلماء تمسكا بالسنة ومحاربة البدعة.

ثانيا: أن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن بها قبر ينتاب للدعاء البتة بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا، وقد رأى الشافعي بالحجاز والشام والعراق من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء، فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة؟ (٣)

ثالثا: أن الإمام الشافعي يعلم تمام العلم أنه غير مشروع في


(١) الدرر السنية ص ٢٧، ٢٨، كما أوردها عبد الله الحسيني مستدلا بها في كتابه إتحاف الأذكياء ص ٤١.
(٢) انظر صيانة لإنسان ص ٢٩.
(٣) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم ص ٣٤٣، ٣٤٤.