للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل التوسط بحصول المقصود من الله تعالى لعلو شأنهم عند سبحانه (١).

الجواب: يقال لهم:

أولا: هذا قياس. والقياس في العقيدة باطل إذ هي توقيفية قل مجال للاجتهاد فيها.

ثانيا: أن فيما زعمتم تشبيها للخالق بالمخلوق وهذا باطل قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

ثالثا: قياسكم قياس مع الفارق، فالمخلوق قد تعتريه علل تستلزم وجود الواسطة بينه وبين صاحب الحاجة، من ظلم أو كبر جهل أو منفعة يتطلع إليها أو غيرها من العلل التي تكون حائلة دون قضاء مصالح الناس، أما الخالق فيتنزه عن هذه العلل وغيرها فهو الغني القريب المجيب السميع العليم الرؤوف الرحيم.

رابعا: عندما قستم الله بخلقه شبهتموه بأصحاب الصفات الدنيئة الذين لا يعطون الناس حقوقهم إلا بواسطة، إنكم لو شبهتموه سبحانه وتعالى بأصحاب الصفات الفاضلة لكفرتم فكيف وقد شبهتموه بأصحاب الصفات الدنيئة (٣).


(١) انظر: الأقوال المرضية له ضمن "الصواعق المرسلة لابن سحمان" ص ١٤٤.
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) انظر صيانة الإنسان ص ١٨٠ - ١٨٢ والتوسل للألباني ص ١٤٦ - ١٤٨ والقول لفصل النفيس ص ٧٩.