للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (١) وإذا كان الدين الإسلامي بهذا الوضع، وكونه دين اعتدال وتوسط وقصد في كل شيء، علم أن الغلو فيه والزيادة على اعتداله والتشدد في قصده ضلال عن هديه، وبعد عن مقاصده، وكذلك في التفريط والتهاون بأحكامه {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٢) وقال سبحانه فيمن خالف صراطه المستقيم فحرم ما أحله الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (٣) فعد هذا الفعل من الاعتداء على شرع الله وحكمه وتقديره.

- ومن مقررات عقيدة أهل السنة والجماعة التمسك بالكتاب والسنة والبعد عن مزلات الأقدام في الأفهام والأفعال، كما قال الطحاوي في عقيدته: "ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو بين الغلو والتقصير". وقال: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم" اهـ. وأول ما يعول عليه في التشخيص والعلاج قوله تعالى من آخر


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٦
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٣) سورة المائدة الآية ٨٧