للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هي كبرى البواعث غالبا على الغلو وآثاره.

- يعزو أحد العلماء المعاصرين، أسباب الغلو إلى الاعتماد على المتشابهات، فهل المقصود الآيات المتشابهات مقابل المحكمات أو غيرها؟ فإذا كان هذا، فهذا ثم سبب متداخل مع ما سبق وربما يكون وسيلة من وسائله، وهو نتيجة لبعض ما سبق من أسباب: كالجهل والاستقلالية بالاستنباط وردود الأفعال.

أو كان المراد به المتشابهات التي هي قسيم الواضحات الجلية من المسائل فإي نعم؛ لأنها تجنح بالأفكار إلى مدى بعيد عن الحقيقة والصواب، والله سبحانه يقول: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (١).

رابعا: النصوص الواردة في التحذير من الغلو وذمة (موقف الإسلام من الغلو)

لما كان الدين منزلا من عند بارئ السماوات والأرض وما فيهما كان سبحانه أعلم بحدود البشر وإمكانياتهم، فشرع لهم ما يناسبهم ويوافق قدراتهم فجاء الإسلام دينا سمحا سهلا، دين يسر دفعت فيه المشقة بالقدرة والاستطاعة (٢)، كما قال تعالى:


(١) سورة آل عمران الآية ٧
(٢) من القواعد الخمس الكلية: قاعدة المشقة تجلب التيسير.