فهي كل ما يبث في المجتمع ويؤثر في حياة أبنائه: أمنا ومعيشة وخلقا وعقيدة وما ذلك إلا: أن الفتنة أو الفتن: كالنار تحت الرماد، ساكنة هادئة، حتى يأتي من في قلبه مرض، وجبلت على الشر نفسه، وذلك لحبه للشر والفساد فيحركها ويشعلها {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}(١).
ومن كان كذلك، فإن حواسه لا تهدأ وخلجات قلبه لا تسكن، إلا على السعي في إشعال فتيل نار الفتنة، وبلبلة الأذهان، وخلخلة المجتمع؛ لأنه شقي من الأشقياء، ويدفعه لذلك مرض في قلبه، ولوثة في فكره، سواء كان ذلك طبعا في نفسه، أو تطبعا لتأثره بمن أغواه.
وما ذلك إلا أن صاحب الطبع الرديء، تنمو فيه الخصلة، كلما سنحت له الفرصة، ليكبر معه حسب العدوان والإساءة، فتبدأ معه الآثار صغيرة، ثم يسعى جاهدا في تكبير الصغائر، وتجسيم الأمور، بالكذب وقلب الحقائق، لتكون في نظر من يريدهم المسيرة في ركبه مساوئ، حيث يتم تأليب من يتعاطف معه أو يرضى بباطله، الذي جسمه في الأعين على أنه محاسن أما صاحب التطبع: فإنه صاحب الوفاض الخالي، والسذاجة في الإدارة، وقصر النظر في