فيأتي من ينفخ في روعه، ويوغر صدره على الفئات الغافلة، بعد تجسيم الأمور، وتخطئة الآخرين لمآرب في نفس صاحب الطبع، وغايات وعد بها ودفع إليها، ليكون بوقا ينفخ فيه، من حيث لا يدري عن عواقب الأمور التي دفع إليها، وهو في الحقيقة كبش فداء، ولجهالته: أصبح في أيدي أصحاب الأهواء، يحركونه لمصالحهم كيفما شاؤوا، ويستغلونه في تحقيق ما يريدون، ولا يهمهم مصيره وما تكون نهايته .. إذ قد يكون انساق لطمع مادي، أو مصلحي، أو لهدف لا يعرف غايته، بعد أن انحرف فكره.
فيتعاون المؤثر والمؤثر فيه، في تعاملهما الإفسادي، والتدميري في عملهما المشترك، الذي يعتقد أنه خادم للهدف المشحون بالأكاذيب والضلالات، لخدمة الفكرة التي جعلت شعارا، لما يراد من شر.
والله سبحانه يمتحن قلوب أهل الإيمان بالصبر على الفتن، وحسن التحمل في مقابلتها، دون أن تمس جوهر العقيدة، أو يكون لديه ميل للفتنة ودعاتها: يقول سبحانه: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}(١).
من المستفيد منها:
إن الفتن عندما يشتعل فتيلها، بسبب أو بدون سبب ظاهر،