مختلفة، وتحت مسميات متباينة، كما أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كقطع الليل المظلم) .. تتلاحق بعضها وراء بعض.
وكل محرك لنوع من أنواع الفتن، قد أضمر مصالح يريدها، ومفاسد يبثها لتحقق غرضه، وأشد هذه الفتن: فتنة الدين، الذي هو أعز ما يجب أن يحرص عليه المسلم.
وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من " فتنة المسيح الدجال "، وخوف أمته منه، حيث أخبر أن أعظم الناس، شهادة عند الله سبحانه، ذلك الرجل الذي تصدى للدجال وكفر به (١).
والناس في تأثرهم بالفتن، يختلفون بحسب منزلة الإيمان من قلوبهم، سواء بالفتنة الخاصة في النفس والولد والأهل، أو الفتنة العامة: في المجتمع وبالآفات والنوازل، ووفرة المال والتكاثر به وغير ذلك.
ذلك أن الفتنة التي تمر بالمؤمن، يستفيد منها بقدر إيمانه، صبرا وتحملا يؤجر عليه وتفقدا لجوانب الضعف في نفسه، ليعالج ذلك، ويصلح ما اعوج من أعمال نحو أسرته، أو ما بدر في مجتمعه ليكون ساعيا مع غيره، في إزالة ما يقدر عليه بيده أو بلسانه، أو مساهمة بجاهه وماله، أو بقلبه وهو أضعف الإيمان؛ لأن المؤمنين يسعى بذمتهم أدناهم، فيكون ذلك: بالنصح وحسن التوجيه،
(١) تراجع أحاديث المسيح الدجال في كتب الحديث: باب الفتن، فعند مسلم ٥: ٧٢٩ - ٨١٤.