للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما يرتبط الجزء الآخر: بالباطنيين من المنافقين، ومن ارتبط بهم، ممن يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، فهم على منهج واحد مع أهل الكتاب في نظرتهم للفتن، من حيث معاندة الحق، والرغبة في زعزعة الأمة، وفتح ثغرة ينفذ منها العدو، للتشكيك في تعاليم الإسلام، محبة في تخفيف ثقله على بعض النفوس، يقول سبحانه في السحر، الذي هو فتنة من الفتن، وشر يفسد المجتمعات، ويفكك الأسر المترابطة: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} (١).

وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام أحمد بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، ذات نهار، ثم قام خطيبا إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيامة إلا حدثناه: حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه. فكان مما قال: (يا أيها الناس إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تفعلون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء) (٢)» إلى آخر الحديث المطول (٣).


(١) سورة البقرة الآية ١٠٢
(٢) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧٤٢)، سنن الترمذي الفتن (٢١٩١)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٠).
(٣) ينظر مسند الإمام أحمد في الفتن، وكتاب النهاية لابن كثير ١: ١٤.