أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع حتى يعرف كل مسلم ومسلمة مداخل الفتن والمخرج منها، وهذا من رأفته ورحمته بالأمة عليه الصلاة والسلام، كما اهتم علماء التفسير رحمهم الله في توضيح الدلالة، عند المرور بنوعيات الفتن التي جاءت في كتاب الله، وتجلية المعنى وسبب تلك الفتنة، ثم التحذير من كل فتنة، مع بيان ما تدل عليه ومناسبتها ونوعية تلك الفتنة. كل هذا جاء في شرع الله، وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، توضيحا وبيانا، ليعرفه المسلم، حتى يبتعد عنه، كما هو حرص حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: خوفا من الوقوع في المحاذير وما تجر إليه الفتن من انحراف وضلالات.
وندرك من ذلك: أن الظالمين والمفسدين الذين تكرر وصفهم بهذا في القرآن الكريم، وأن أصحاب الفكر المنحرف عن منهج الإسلام، والفئات الضالة ومرتبي الآثام: بتكفير علماء الأمة وولاة الأمر، والراغبين في تفريق الكلمة، وبث الإرهاب والفوضى، كل هؤلاء ومن يصير في ركابهم هم مشعلو نار الفتنة، ومحركوها من سكونها، طمعا في تحقيق الفوضى والاضطراب في المجتمع، وبما يفرح الأعداء: طعنا في الدين، وتشكيكا في تعليماته، وبث الاضطراب والفساد في المجتمع الإسلامي، ومن ثم يغتر الجهال والأحداث الذين لا يدركون العواقب، ولا نتيجة ما يقادون إليه، بل ولا عن نوايا من