للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى أنه عليه الصلاة والسلام يأمر من عنده سيف أن يغمده ولا يخوض في الفتن، التي تموج في مجتمع المسلمين، كما يموج البحر، وتتكلم فيها الرويبضة.

قال الفيروز أبادي في القاموس المحيط: والرويبضة تصغير الرابضة: وهو الرجل التافه، أي الحقير، يتكلم وينطق في أمر العامة، وهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للكلمة (١).

وما ذلك إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاف على أمته، ما علمه الله عن الفتن وما تجر إليه من مصائب، وما تكنه صدور من يخوضون في الفتن، التي تكون في مظهرها وبدايتها، لا تثير شيئا عند ضعاف الدراية، فيحذرهم منها، ويبين مساوئها، وما يجب على المؤمن عمله إذا أدركته؛ لأن أسلم ما لعقيدة المؤمن أن يعتزلها وأهلها.

كل هذا خوفا على الأمة من ولوج باب الفتن، بدون حصانة ولا قدرة على تمييز ما تحت رمادها، فيقودهم ذلك إلى مصائب لا تحمد عقباها في الدين فيفتتنوا.

ولذا اهتم الصحابة بالتبليغ واهتم علماء السلف والمحدثون بهذا الجانب، وأبرزه المحدثون في كتبهم، ورصدوا تحت باب الفتن،


(١) القاموس المحيط ٢: ٣٣١.