للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسببهم، فيتحملون إثمه زيادة عن إثمهم، ويزداد الإثم إذا كانت الفتوى الضالة تفتح بابا من أبواب الفتنة والبلبلة في المجتمع الإسلامي، وما ينتج من فساد وشر. هؤلاء العلماء هم الذين أمر الله بسؤالهم، والتلقي عنهم في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (١).

وأهل الذكر هم العلماء، أهل الورع والتقى، الذين اهتدوا بهدى الله، وامتلأت قلوبهم خشية لله، وامتثلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتدوا بفهم الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم، في المنهج والمأخذ الحسن، والعطاء الذي طبقوه في أنفسهم أولا، ليؤخذ عنهم قدوة ونشروه في الفتوى والتبليغ، إبراء للذمة، وخوفا من عقاب كتمان العلم.

فقد روى أبو داود رحمه الله: أن معاذ بن جبل الصحابي الجليل رضي الله عنه كان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال: "الله حكم عدل، هلك المرتابون، إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول للناس: ألا تتبعوني،


(١) سورة النحل الآية ٤٣