للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل ما فيه نفع وخير {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (١).

ومن التبست عليه الأمور، واحتار عن معرفة الطريق الأسلم، خاصة وأن طريق الشر عليه دعاة يرغبون فيه ويلبسون على الآخرين، وذلك بالتزيين وزخرف القول.

هنا يتعين على راغب النجاة، أن يبتعد عن الدعاة المغرضين، وما يعرض من شبهات، وعن علماء الضلال الذين يفتون بغير ما أنزل الله، ويتجرأون على الفتيا بغير علم، ويتجه إلى العلماء الربانيين المعروفين بالورع، والفهم الصحيح في الاستدلال وتمحيصه، بدليله الموثق، لسؤالهم والاسترشاد منهم، عن الطريق السليم الذي لا اعوجاج فيه، حتى يسلكه السائل وهو مطمئن عن الوقوع في الفتن أو الركون لأهلها.

وهؤلاء العلماء هم الذين عناهم الله بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٢).

لأن خشيتهم لله، وخوفهم من عقابه، عندما يفتون بغير حق، أو بالكذب والبهتان يمنعهم من الجرأة على الله، حتى لا يضل أحد


(١) سورة الفاتحة الآية ٧
(٢) سورة فاطر الآية ٢٨