للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليها: ترغيبا أو ترهيبا، أو عن سوء فهم لقلة بضاعته في فهم دينه، أو عدم درايته بفقه الحوادث، وما يجب عليه حيالها.

ولتصارع الخير والشر أمام الإنسان، فقد جعل الله له سمعا وبصرا، ومنحه فؤادا وحواس حتى يميز بين هذا وذاك، ويقارن بالآثار المحسوسة والنتائج، لتقوم عليه الحجة، في حالة انحرافه وميوله مع الشر، ولا يعذر بالجهل لبيان الحق ووضوح دليله؛ ولأن الله قد أمر بسؤال أهل العلم المعتبرين ليبينوا للناس الطريق السليم، ولا يكتمون .. وفق ما يبينه الله في كتابه الكريم، وشرحه رسوله عليه الصلاة والسلام لصحابته، والأمة بعدهم تبع، يقول سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١).

وقد خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما، ووضحه بأول هذه الآية بأن دين الله سبحانه وشرعه الذي شرعه لعباده، واضح لا اعوجاج فيه، ثم خط خطوطا جانبية، منحرفة عن الخط المستقيم، وقرأ أمام أصحابه بقية الآية وحذر من هذه الطرق، وهي التي تمثل الفتن، ومن سلوك طرقها؛ لأنها شر وتدعو إلى شرور عظيمة فيها الخلاف والابتعاد عن الجماعة، أما المستقيم فهو الطريق الذي أمر الله نبيه بتوجيه الناس إليه، وهو طريق الخير، ويوصل إلى


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣