فإن من النصيحة والإرشاد لمن يريد المخرج من الفتن التي استشرفت ديار المسلمين، ووراءها ما وراءها، دعوة من ولج بابها، أو وقع في بعض الأعمال التي تدعو إليه، إلى مراجعة النفس، في ساعة صفاء وتعقل، كما تعقل بعضهم، ممن أنار الله قلبه، وبعد ما رأى حسن المعاملة والتسامح، وبالحوار الفكري المستمد من كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، مع الهدوء والتعقل في النقاش، حيث أبان بصدق وإخلاص خطأ ما سار فيه ودعا من يتب إلى التوبة والتبرؤ من العمل، وبعد ذلك نسألهم عن أمرين متضادين: الأول: ما الهدف وما المصلحة من هذا الأمر الذي اندفع فيه بعضهم، وهل يوافق شرع الله، وما قاله العلماء قديما وحديثا في الفتن .. وخاصة الأحاديث التي اختص بها الصحابي الجليل: حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
الثاني: ماذا جنت الأمة حتى توقعوها في الفتنة؟ وهل لكم أجر عند الله بهذا العمل، أم هو مخالف بشدة لأمر الله سبحانه وتحذيره بقوله الكريم:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(١) وهل فكرتم في جزاء من خالف أمر الله وأمر رسوله؟!!.