للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولن يشفع لكم إذا تعلقوا بأعناقكم أمام الله يوم القيامة، وهم يطلبون من الله أن يقتص لهم منكم، في هذا الموقف الرهيب الذي يحكم فيه الرب الكريم العدل: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (١).

وليس بمبرر أن تقولوا: أفتانا فلان، وغرر بنا علان، أليس لديكم عقول تدرك، وأذان تسمع، وأعين تبصر، وهبكم الله إياها، نعمة من نعمه، فحولتموها نقمة على أنفسكم، وحجة على تصرفاتكم، وأمامكم كتاب الله وسنة رسوله وأقوال العلماء قديما وحديثا، ممن لا يصدرون حكما إلا بدليله موثقا.

وبأي ذريعة تدفعون عن أنفسكم، وأنتم تتلاومون مع من غرر بكم، والله قد بين لكم المعذرة في حياتكم الدنيا، وتجاهلتم دلالة هذا القول الكريم: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (٢) فهل ترضون أن تنزلوا إلى مرتبة الأنعام بل أضل؛ لأنها مستجيبة، ولم تكلف وأنتم عصيتم مع التكليف.

وليس بخاف عندكم أن الوفاء في ذلك الموقف: بالحسنات والسيئات فقط، ثم ما هو جواب من أفتاكم بغير علم، فضل وأضل.


(١) سورة الكهف الآية ٤٩
(٢) سورة الأعراف الآية ١٧٩