ثم أيضا لماذا لما تاب من أفتاكم، ونشر توبته، نزعتم الثقة منه، وتماديتم في غيكم، ورجعتم عليه لتكفروه وتبدعوه، فهل أحكام الله تتبع الهوى، وهل شرع الله يخضع للرغبات والمزايدات؟
٣ - وبما تدفعون عن أنفسكم إذا خاصمكم أمام الله خلق كثير ممن نهبتم ماله: سرقة لسيارته أو تعديتم على حصيلة عمره، وعرق جبينه، أو تخريبا لمسكنه فأفسدتم ممتلكات وأحرقتم مساكن ومجمعات، بما ناله من بطشكم، وما تسلط عليه من أسلحتكم وأعمالكم الإرهابية التي أخافت الآمن، وروعت المطمئن، وأخربتم العامر، ودمرتم بيوتا على أهلها الوادعين الآمنين.
فبأي سبب عملتم هذا، وما المبرر الذي خولكم هذا الظلم والتعدي، ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه (١)».
لا شك أن الألسنة ستخرس، والجواب لا يقنع؟ بل سوف لن تجدوا جوابا.
٤ - ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم قتل النساء والصبيان ومن لم يرفع القتال ضد المسلمين، والمدبر، وشدد
(١) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٧٧).