للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغضب لما رأى امرأة مقتولة في إحدى المعارك (١).

فما موقفكم وكل هؤلاء من خصومكم الملتجئون إلى الله أن ينصفهم منكم، جزاء أفعالكم في يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، فقد عملتم كل هذا الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يوجد لديكم حسنات مرصودة لكثرة الدائنين والمظالم التي تجرأتم عليها، فإن لهؤلاء الغرماء مكسبا عظيما بعدل الله وحكمته البالغة، بأن يؤخذ من سيئاتهم فترمى عليكم، ليزداد ثقلها ووزرها عليكم، لتحملوا أوزارا مع أوزاركم، لترديكم المهالك، والخسارة الأبدية، فماذا أعددتم لذلك الموقف من استعداد وحجة.

كل هؤلاء -نتيجة أعمالكم- خصوم ضدكم، يطلبون من عدل الله في يوم الجزاء والقصاص ورد المظالم أن يأخذ حقهم منكم؟! ولا يظلم ربك أحدا.

٥ - ثم إنكم تكفرون بجرأة: العلماء الأعلام، وولاة الأمور، وكل من لا يتفق مع رأيكم المنحرف، وأعمالكم السيئة الضالة.

وزاد في أمركم أن بعض المفتين لكم، لما تابوا من عملكم وعملهم معكم، بعدما بان لهم الحق كفرتموهم واتخذتم بدلهم مفتين


(١) يراجع في هذا أحاديث أحكام القتال والغزو جامع الأصول ٢: ٥٨٩ - ٥٩٩.