للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضللين غيرهم، حسب الأهواء، ألا تعلمون إثم الجرأة على الفتوى، يزيد في الإثم عندما يتعمد ذلك من لا علم عنده، ليحمل وزرا فوق وزره. فهل كانت تعاليم الإسلام، وشرع الله الذي بين عباده، يتبع الهوى، أو يخضع للعناد والمكابرة بل ليست الفتوى بضاعة تباع وتشترى، ألم يرد عنكم وينبه ضمائركم قول الحق تبارك وتعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} (١).

إنه يوم تخضع فيه رقاب الجبابرة لعظمة الله والخوف منه سبحانه، وأنتم أذلاء أمام الله عز وجل، قد تبرأ منكم من أوقعكم في المصيدة.

فبماذا تجيبون عندما تسألون يوم البعث والنشور، وأسلحتكم التي تهددون بها، وترفعونها في وجه كل من نصحكم، أو أدام مخاطبتكم، ليوضح لكم الحق، وتشيحون عنه، هذه الأسلحة ليست أمامكم في هذا الموقف.

فما موقفكم وأنتم أذلاء، والناس يقتص بعضهم من بعض، قد تكاثر أمام الله خصومكم، كل يقول: يا رب سل هؤلاء لماذا كفرونا يا رب سل هؤلاء، لماذا خرجوا عن طاعة ولاة الأمور


(١) سورة المؤمنون الآية ٧١