للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذين ما عاهدناهم إلا محكمين لشريعتك، منفذين لحدودك، ودستورهم القرآن الكريم، ويشهدون لك بالوحدانية ويدعون لسبيلك بالحكمة والرفق، ويجادلون بالتي هي أحسن.

يا رب لماذا روعوا الآمنين، يا رب انتقم لنا ممن استهان بحرماتك، وتعدوا على حرمة بيتك المحرم، في مكة التي حرمها إبراهيم الخليل وفي المدينة التي حرمها محمد صلى الله عليه وسلم.

يا رب سل هؤلاء لماذا كفروا المسلمين، وشقوا عصا الطاعة، وقتلوا الأبرياء، رجالا ونساء وأطفالا ومستأمنين، فتكاثرت عليكم الاحتجاجات، وزادت المطالبات، فبماذا تجيبون وبأي لسان تدافعون عن أنفسكم، والأمور واضحة براهينها عليكم، بل تشهد بها عليكم أيديكم وأرجلكم وجلودكم، بعد أن أنطقها الله الذي أنطق كل شيء.

٦ - وأين أنتم بأعمالكم السيئة وقد خلعتم بيعة السلطان، وسعيتم في الخروج عليه، في جميع ديار المسلمين من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وليس في عنقه بيعة لولي الأمر، مات ميتة الجاهلية (١)»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا، وإن تأمر عليكم عبد حبشي (٢)».


(١) أخرجه مسلم عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما برقم ١٨١٥ في الإمارة.
(٢) رواه الإمام أحمد، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، مسند الشاميين من مسند الإمام أحمد: ٣٣٤ - ٣٣٧.