للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدبر والدبر في اللغة نقيض القبل، ودبر كل شيء عقبه ومؤخره (١).، وعليه، فإن إدبار الليل يكون مقابل إقباله، وقوله: "إذ أدبر" يعني أن الليل انقلب راجعا من حيث جاء، فانكشف ظلامه، وزال الجهل والريب والشك بانكشافه (٢).

٢ - القسم به في حال العسعسة. قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (٣).

قوله: {عَسْعَسَ} (٤) بمعنى: أقبل وأدبر، وذلك في مبدأ الليل ومنتهاه، فهو من الأضداد. والعسعسة والعساس: رقة الظلام، وذلك في طرفي الليل (٥). وقال بعضهم: إنه ليس من الأضداد، ولكن يوجد بينهما قدر مشترك (٦) ويمكن الاستئناس باقتران عسعسة الليل مع تنفس الصبح، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (٧) {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (٨) في ترجيح أن يكون المراد بالعسعسة هنا انصرام الليل؛ لأنه مقرن بإقبال النهار من غير فصل، وهذا أعظم في الدلالة والعبرة، فالآية في انصرام هذا ومجيء الآخر عقيبه


(١) ابن منظور: لسان العرب، مادة (دبر)، ج ٤، ص ٢٦٨.
(٢) البقاعي: نظم الدرر، ج ٨، ص ٢٣٤.
(٣) سورة التكوير الآية ١٧
(٤) سورة التكوير الآية ١٧
(٥) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص ٥٦٦. السمين الحلبي: عمدة الحفاظ، ج ٣، ص ٧٢.
(٦) المرجع السابق، ج٣، ص ٧٣.
(٧) سورة التكوير الآية ١٧
(٨) سورة التكوير الآية ١٨