للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغير فصل أبلغ، فذكر سبحانه حالة ضعف هذا وإدباره، وحالة قوة هذا وتنفسه (١).

٣ - القسم بالليل وما وسق، قال تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} (٢). والوسق: هو جمع الأشياء المتفرقة، مصدر وسقت الشيء أي جمعته وحملته (٣).

وعلى هذا يكون المعنى: أي ما جمع الليل مما كان منتشرا في النهار من ناس وحيوان، فإنها تأوي في الليل إلى مآويها، حيث جعل الله طلب السكون والراحة في وقت الليل جبلة فيها، وهذا من بديع التكوين، فلذلك أقسم الله به (٤).

وقيل: ما وسقه الليل: النجوم؛ لأنها تظهر بالليل. قال ابن عاشور: "وهذا المعنى أنسب، بعطف القمر عليه" (٥).

والذي أراه أن الله سبحانه أقسم بجميع ما ضمه الليل وأواه، ويشمل ذلك الإنسان والحيوان، كما يشمل النجوم والظلام. إذ أن القسم بمطلق الجمع، والليل يجمع كل هذه الأشياء.


(١) انظر: ابن القيم: التبيان في أقسام القرآن، ص ١٥٥.
(٢) سورة الانشقاق الآية ١٧
(٣) السمين الحلبي: عمدة الحفاظ ج ٤، ص ٣١.
(٤) انظر: ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج ٣٠، ص ٢٢٧.
(٥) ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج ٣٠، ص ٢٢٧.