للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالمراد بالشهر الحرام في هاتين الآيتين، الأشهر الحرم الأربعة، إلا أنه عبر عنها بلفظ الواحد؛ لأنه ذهب بها مذهب الجنس (١). ووردت آيتان يبين سبب نزولهما أنهما تدلان على أحد هذه الأشهر الأربعة، وهما:

قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} (٢).

فهي جاءت لتدل على شهر ذي القعدة الذي منع المسلمون فيه من دخول مكة، ولكنهم عادوا في العام المقبل، وفي نفس هذا الشهر (٣).

وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ} (٤)، وهذه نزلت حين قتل أحد المسلمين رجلا من المشركين في شهر رجب (٥).

وهاتان الآيتان وإن جاءتا للدلالة على شهر معين من الأشهر


(١) الرازي: التفسير الكبير، ج ٤، ٤٠ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج ٦، ص ٣٢٥.
(٢) سورة البقرة الآية ١٩٤
(٣) الواحدي: أسباب النزول، ص ٤٣. الزمخشري: الكشاف، ج ١، ص ١١٩.
(٤) سورة البقرة الآية ٢١٧
(٥) الواحدي: أسباب النزول، ص (٥١، ٥٢). ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج ١، ص ٢٧١.