أيها الإخوة إن الأفكار الغربية، الأفكار الوافدة على الأمة، والآراء الشاطة هي عين الفساد والضلال، ولكن الشيطان يلبسها ثوب الصلاح؛ لأنهم لو جاءوا بالفساد بصورته الواضحة نفرت منها الفطر، ومقتتها الأمة، ولكن إذا أرادوا أن يسفكوا الدماء سوغوا دعواهم وجريمتهم بقولهم: نحن نغار على الدين، ونحن نحب الأمة، ونحن نقضي على الفساد، ونحن نصلح البشرية، ونحن ونحن.
نعم نحن نريد الإصلاح، لكن أي إصلاح؟ قتل المسلم بغير حق ليس إصلاحا، تدمير أموال الأمة ليس إصلاحا، إخافة الآمنين ليس إصلاحا، وضع أيديكم بأيدي الأعداء المتربصين بالأمة بأي سبيل، وعلى أي منهج ليس إصلاحا؛ هذا عين الفساد وعين الضلال.
هذا أسلوب المنافقين الذين أخبر الله عنهم، وعن كيدهم للإسلام وأهله، ومكرهم بالإسلام وأهله لما بنوا مسجد الضرار، قالوا: نريده مسجدا يأوي الغريب، يكنهم من حر الشمس وبرد الشتاء، ومأوى للمساكين، وإحسانا. . إلى آخره، وهم في ضمائرهم أرادوه حربا لله ورسوله، وإرصادا ومأوى لكل من يعادي الأمة؛ ليقتلوا فيه النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بعد رجوعه من تبوك؛