فجاءه الوحي، وأخبره الله أن هذا مسجد ضرار وحرب، قال جل وعلا:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}(١)، يقولون: إن أردنا إلا الحسنى.
وهكذا كل مفسد، وكل صاحب فكر خطر، وفكر منحرف لا يستطيع أن يواجه، ويقول: هذا بلاء.
الشيوعي، والملحد، وكل صاحب ضلالة لا بد أن يلبس ضلالته ثوب صلاح في الظاهر، تخفى على ضعفاء البصائر، ويستبينها صاحب الحق والبصيرة النافذة.
إذا فصغار أبنائنا الذين وقعوا في هذا الشرك، واصطيدوا على حين غفلة منهم، وبعد عن علمائهم، وتقصير من آبائهم أحيانا، وانخداع بجلسائهم، هؤلاء الفئة الذين اصطيدوا في الظلام، واقتصهم الأعداء على حين غفلة من الأمة، فملأوا قلوبهم حقدا على المجتمع المسلم، وصوروا لهم الباطل بصورة الخير، والضلال بصورة الحق، حتى اقتنع من اقتنع منهم، فسعى فيما سعى، وهو مراهق: إما في العشرين من عمره أو دون، لكن هذه الأفكار دأب الأعداء على