للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمل صالح لولا خوف الافتراض، وخوف الافتراض قد زال بموته صلى الله عليه وسلم فانتفى المعارض.

وقال شيخ الإسلام أيضا في " الاقتضاء ": أما صلاة التراويح فليست بدعة في الشريعة، بل هي سنة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله، فإنه قال: «إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه (١)» ولا صلاتها جماعة بدعة بل هي سنة في الشريعة، بل قد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجماعة في أول شهر رمضان ليلتين، بل ثلاثا، وصلاها أيضا في العشر الأواخر في جماعة مرات وقال: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة (٢)» لما قام بهم حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح رواه أهل السنن. وبهذا الحديث احتج أحمد وغيره على أن فعلها في الجماعة أفضل من فعلها في حال الانفراد. وفي قوله هذا ترغيب في قيام شهر رمضان خلف الإمام، وذلك أوكد من أن يكون سنة مطلقا. وكان الناس يصلونها جماعة في المسجد على عهده صلى الله عليه وسلم ويقرهم، وإقراره سنة منه صلى الله عليه وسلم.

وما استدلال، الشنقيطي على استحسان الابتداع في الدين بما


(١) رواه أهل السنن.
(٢) سنن الترمذي الصوم (٨٠٦)، سنن النسائي السهو (١٣٦٤)، سنن أبي داود الصلاة (١٣٧٥)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٢٧)، مسند أحمد (٥/ ١٦٠).