للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حد الصابرين ولا عن مقام الرضا بالقدر توجع القلب ولا فيضان العين بالدمع، فإن ذلك مقتضى ما أودعه الله عز وجل في الإنسان من شفقة ورحمة. ولذا «ذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم، ولما قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه - متعجبا -: وأنت يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرض ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (١)». وكذلك «لما رفع إليه صلى الله عليه وسلم ابن إحدى بناته ونفسه تقعقع كأنها في شنة (٣)».


(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (٤٣)، الحديث رقم ١٣٠٣ ج ٣ ص ١٧٢، ١٧٣. وروى مسلم نحوه من حديث أنس بن مالك في كتاب (الفضائل)، باب (رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه) ج ١٥ ص ٧٤.
(٢) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (٣٢)، الحديث رقم ١٢٨٤، ج ٣ ص ١٥١. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز، باب (البكاء على الميت)، ج ٦ ص ٢٢٤، ٢٢٥.
(٣) (٢) فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم، ولما قال له سعد بن عبادة رضي الله عنهما - متعجبا -: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء