للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ووجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (١)».

يقول المنبجي معلقا على الحديث: ولذلك استحق هؤلاء السبعة أن يظلهم الله في ظله، لكمال صبرهم ومشقته على نفوسهم، فصبر الملك على العدل مع قدرته على الظلم والانتقام من رعيته، وصبر الشاب على عبادة الله ومخالفة هواه، وصبر الرجل على ملازمة المسجد، وصبر المتصدق على إخفاء الصدقة حتى عن شماله مع قدرته على الرياء، وصبر المدعو إلى الفاحشة مع جمال الداعي، وصبر المتحابين في الله في اجتماعهما وانفرادهما، وصبر الباكي من خشية الله على كتمان ذلك عن الناس، فهذه الأمور فيها مشقة على النفوس، فالصبر عليها بتوفيق الله وفضله وإحسانه إلى عبده صبر جميل عظيم (٢).


(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب الزكاة، الباب (١٦)، الحديث رقم ١٤٢٣، ج ٣ ص ٢٩٢، ٢٩٣. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة، باب (فضل إخفاء الصدقة)، ج ٣ ص ١٢٠.
(٢) تسلية أهل المصائب، ص ٢٠٤.